زوجي يكرهني ويهينني

 


في زاوية الغرفة المظلمة، جلست "روان" وحدها، تتأمل في السقف بينما تختنق بدموعها التي لا تجد مخرجًا. شعورها بأن زوجها لم يعد يحبها أصبح يقض مضجعها، ولكن ما زاد الطين بلة أنها بدأت تظن أن كراهيته لها ليست وليدة اللحظة، بل تراكمت مع الوقت دون أن تنتبه.


"هل أزعجته بكثرة الكلام؟ هل أصبحت مملة؟ هل تلاشت مشاعره تجاهي؟"

أسئلة لا حصر لها كانت تلاحقها حتى في أحلامها.


لكن ما زاد ألمها هو أنه لم يبدُ مهتمًا بحديثها أو حتى ملاحظتها. تمر الأيام وهي تحاول أن تستجمع شجاعتها للتحدث معه، ولكن شيئًا ما يمنعها دائمًا؛ ربما خوفها من الحقيقة، وربما إحساسها بالعجز عن تغيير الواقع.


كسر الصمت

في أحد الأيام، قررت ندى أن تفعل شيئًا مختلفًا. أخبرت نفسها: "لو لم أواجه مشكلتي، ستظل تكبر حتى تلتهم حياتي." وفي مساء هادئ، عندما جلس زوجها "علي" يشاهد التلفاز، تقدمت نحوه وجلست بجانبه.


"علي، أريد أن أقول شيئًا."


كان يبدو عليه التعب، لكنه التفت إليها وأطفأ التلفاز، في إشارة إلى استعداده للاستماع.


"أنا أشعر أنك لم تعد تحبني، أو أن هناك شيئًا تغير بيننا. لا أريد أن أظلمك، لكن هذا ما أشعر به. وأحتاج أن أفهم ما يحدث."


كان صمت علي في البداية مُربكًا، لكن بعد لحظة طويلة تنهد وقال:

"ندى، أنا لا أكرهك. كيف يمكنني أن أكرهك؟ أنتِ أم أولادي وشريكة حياتي. لكن الحقيقة هي أنني ضائع. ضغوط العمل، المسؤوليات، والأيام التي تمر بلا راحة جعلتني أشعر وكأنني شخص بلا مشاعر، بلا طاقة حتى للابتسام. الأمر لا يتعلق بكِ، بل بي أنا."


بناء الجسر

شعرت ندى بمزيج من الارتياح والقلق. ارتياح لأنها أخيرًا فهمت ما يمر به زوجها، وقلق لأنها أدركت أن عليها دورًا جديدًا لتعيد الدفء إلى حياتهما.


"علي، أريدك أن تعرف أنني معك في كل شيء. لا أريد أن أكون مصدر ضغط إضافي، بل أريد أن أساعدك. لكن أرجوك، لا تدعني أشعر بأنني غير مهمة في حياتك."


كان رد علي بمثابة بداية جديدة. ابتسم لأول مرة منذ أسابيع وقال:

"أنا آسف يا ندى. لم أدرك أنني أبتعد عنك بهذا الشكل. دعينا نبدأ من جديد."


خطوات عملية لتجاوز الأزمة

بعد تلك المحادثة، اتفق الزوجان على عدة أمور ساعدتهما على تقوية علاقتهما:


التواصل المستمر: قررا تخصيص وقت أسبوعي للتحدث عن مشاعرهما وأفكارهما دون مقاطعات.

إعادة بناء اللحظات الجميلة: بدأا بتنظيم لقاءات صغيرة، كتناول العشاء معًا أو مشاهدة فيلم مفضل.

تقسيم المسؤوليات: ساعدت ندى علي في تخفيف بعض الضغوط عن طريق تنظيم المهام اليومية معًا.

طلب المساعدة إذا لزم الأمر: إذا شعرا بأن المشكلة تحتاج إلى تدخل متخصص، كانا مستعدين لاستشارة خبير علاقات زوجية.

النهاية: الحب يحتاج إلى صبر

القصة هنا ليست عن الكراهية بقدر ما هي عن الفجوات التي تحدث بين الأزواج بسبب الضغوط اليومية. أحيانًا، ما نعتقد أنه "كراهية" قد يكون مجرد سوء فهم أو نقص في التواصل.


إذا كنتِ تشعرين بأن زوجك يكرهكِ، فلا تتسرعي في الاستنتاج. خذي نفسًا عميقًا، واجلسي معه بهدوء، وابدئي حوارًا صادقًا. الحب لا ينتهي بسهولة، لكنه يحتاج إلى الصبر والاهتمام ليزدهر من جديد.


ملاحظة مهمة: القصة مستوحاة من واقع الحياة وهي خيالية تمامًا. الهدف منها تقديم تجربة إنسانية تلمس المشاعر وتقدم حلولًا واقعية.

0 comments

إرسال تعليق